يعاني العديد من الرضع الذين لا تتجاوز أعمارهم بضعة أسابيع من الارتجاع الصامت بشكل شائع، وهو نوع من الارتجاع لا يتضمن حدوث قيء أو خروج محتويات المعدة من الفم لذا يطلق عليه الارتجاع الصامت.
إن استمر الارتجاع الصامت لأكثر من عام وتسبب في آثار جانبية سلبية على نمو الطفل فيمكن أن يوصي الطبيب بأدوية تساعد على تقليل نسب حدوثه، تابعي القراءة لمعرفة أهم أعراض الارتجاع الصامت عند الرضع، وكيف يمكنكِ إدارتها ومواجهتها.
ما هو الارتجاع الصامت؟
الارتجاع الصامت أو الارتجاع الحنجري البلعومي |PR هو نوع من أنواع الارتجاع الذي تتدفق فيه محتويات المعدة إلى الحنجرة والجزء الخلفي من الحلق والممرات الأنفية للرضيع، دون خروج هذه المحتويات أو التسبب في أعراض خارجية، إذ يرتد ثانية إلى المعدة بدلًا من طرده ما يجعل من الصعب اكتشافه.
وقد يتسبب الارتجاع الصامت في أعراض أخرى للرضيع مثل شعوره بالألم والانزعاج، وعادة ما يخلط البعض بين أعراض الارتجاع الصامت عند الرضع وأعراض المغص، أما الارتجاع الطبيعي الذي يبصق فيه الرضيع سائلًا من فمه فيحدث لدى الرضع الأصحاء عدة مرات باليوم وليس مدعاة للقلق، وتقل نسبة حدوثه مع تقدمه في السن حتى عمر 18 شهرًا.
ما هي أعراض الارتجاع الصامت عند الرضع؟
تظهر أعراض الارتجاع الصامت عند الرضع لدى تقريبًا واحد من كل خمسة أطفال، وأهم أعراضه أن الرضيع لا يبصق بعد الرضاعة لكن يمكن اكتشافه من بعض الأعراض الأخرى، تشمل أعراض الارتجاع الصامت عند الرضع ما يلي:
- مشكلات بالتنفس، مثل الصفير أو التنفس بصوت أو انقطاع التنفس.
- احتقان الأنف.
- السعال المزمن.
- أمراض الجهاز التنفسي المزمنة (مثل التهاب الشعب الهوائية) والتهابات الأذن.
- صعوبة في التنفس، وقد يصاب الطفل بالربو.
- صعوبة في التغذية.
- مشكلات بالنمو ونقص التغذية، ويُشخص ذلك من قبل الطبيب وحساب وزنه المتوقع لعمره.
- وصف الأطفال الأكبر سنًا بوجود كتلة في حلقهم، والشكوى من طعم مرير بالفم.
- ملاحظة بحة بصوت الطفل.
ما هو سبب الارتجاع الصامت عند الرضع؟
تنفتح العضلة الموجودة بالجزء السفلي من أنبوب المريء عند مرور الطعام أو الحليب إلى المعدة، ولكن هذه العضلة العاصرة تكون في طور النمو لدى الرضع الصغار بالسنة الأولى وقد لا تعمل مثلما ينبغي وتظل مفتوحة بعد مرورالحليب أو الطعام، ما يسمح لمحتويات المعدة المتضمنة حمض المعدة بالرجوع مرة أخرى، ويكثر حدوث هذا حينما تكون بطن الطفل ممتلئة.
مع نمو الطفل تصبح هذه العضلات أقوى وأكثر نضجًا وتقل حينها نسب حدوث الارتجاع، أما وجود حمض المعدة لا ضرر منه ويعد شيئًا طبيعيًا وضروريًا خلال عملية هضم الطعام، ولا داعي للقلق ما دام الطفل يتمتع بصحة جيدة ويحافظ على وزن طبيعي ومناسب لسنه.
كذلك فإن استلقاء الرضع خلال أول 4- 6 أشهر غالب الوقت على ظهرهم له تأثير كبير وذلك بسبب عدم تمتعهم بتأثير الجاذبية الذي يساعد على إبقاء الطعام بالمعدة ومنع أعراض الارتجاع الصامت عند الرضع، أيضًا فإن نظامهم الغذائي له دور إذ إن تقيؤ المواد السائلة أسهل من تقيؤ المواد الصلبة.
يمكن أن تسهم هذه الحالات في ظهور أعراض الارتجاع الصامت عند الرضع:
- وجود فتق في الحجاب الحاجز.
- ضعف صمام المعدة العلوي.
- الإصابة بأحد الأمراض العصبية مثل الشلل الدماغي.
- وجود تاريخ عائلي من الإصابة بالارتجاع.
اقرأ أيضًا: أفضل علاج للحموضه وارتجاع المرئ
متى يجب زيارة طبيب بشأن أعراض الارتجاع الصامت عند الرضع؟
لا تؤثر غالب أعراض الارتجاع الصامت عند الرضع على نموهم، لكن يجب زيارة الطبيب في الحالات الآتية:
- صعوبات في التنفس، مثل سماع صوت صفير، أو ملاحظة صعوبة في التنفس، أو تحول شفاه الطفل إلى اللون الأزرق.
- سعال متكرر.
- ألم مستمر في الأذن، إذ يمكن ملاحظة تهيج وشد في الأذنين عند الطفل.
- صعوبات بالتغذية.
- صعوبة في اكتساب الوزن أو فقدان الوزن غير المبرر.
ما هو أعراض الارتجاع الصامت عند الرضع؟
عند زيارة الطبيب سيحدد إن كانت أعراض الارتجاع الصامت يمكن التحكم فيها من خلال تغيير عادات أم يجب التدخل الطبي، يمكن اتباع التعليمات الآتية لتخفيف أعراض الارتجاع الصامت عند الرضع:
تقديم وجبات أقل حجمًا
يمكن أن يكون إرضاع الطفل المصاب بالارتجاع أمرًا صعبًا، إذ يحاول الأطفال الذين يعانون من الارتجاع الرضاعة طبيعيًا لتخفيف الألم، وهذا يزيد من الأعراض، لذا يمكن إرضاع الطفل كل ساعتين إلى ثلاث ساعات خلال فترة استيقاظه وتقليل حصة الرضاعة والكمية التي يحصل عليها في كل مرة، إذ إن الإفراط في كمية الرضاعة يزيد من ضغط البطن ويؤدي إلى تفاقم الأعراض.
يمكن أيضًا شراء زجاجات رضاعة ذات ثقب أصغر ما يسمح بتدفق أبطأ للحليب للطفل.
إبقاء الطفل في وضع مستقيم خلال الرضاعة وبعدها
يمكن حمل الطفل في وضع مستقيم في أثناء الرضاعة ولمدة 30 دقيقة بعدها، سيساعد هذا على تقليل أعراض الارتجاع، أما وضع الطفل بوضعية النوم في وقت مبكر جدًا بعد الرضاعة يزيد من احتمالية البصق أو حرقة المعدة.
تجشئة الطفل
تجشؤ الطفل يساعد على خروج الغازات من جهازه الهضمي، ويمكن تجشئة الطفل عدة مرات خلال فترة الرضاعة ولا يجب الانتظار حتى نهايتها، إذ سيؤدي ذلك إلى تقليل الضغط على المعدة وتقليل شعوره بالانزعاج.
البدء بإدخال الحبوب
يوصي أطباء الأطفال بالانتظار حتى يبلغ الطفل 4- 6 أشهر حتى يبدأ تناول أطعمة صلبة، ويمكن الاستفسار من الطبيب عن إضافة دقيق الشوفان للنظام الغذائي للطفل هل سيكون مناسبًا أم لا.
إجراء تعديلات على النظام الغذائي
يمكن أن تمر كميات ضئيلة مما تتناوله الأم للبن ثدييها، فمثلما يمكن أن تتسبب بعض الأغذية في عدم الراحة للأم مثل الكافيين والشوكولاتة والثوم فإن تناول هذه الأغذية للأم من الممكن أن يؤدي إلى تفاقم الارتجاع للطفل، ويمكن معرفة ذلك بملاحظة الانزعاج لدى الطفل بعد تناول الأم لبعض الأطعمة.
وتوصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بإزالة البيض والحليب من النظام الغذائي للأم لمدة تتراوح بين أسبوعين إلى أربعة أسابيع لمعرفة ما إذا كانت أعراض الارتجاع تتحسن، من الممكن أيضًا إزالة الأطعمة الحمضية، مثل الحمضيات والطماطم.
استخدام الأدوية
توصف العلاجات للأطفال الذين يعانون من صعوبات في التنفس، أو شُخصوا بمشكلات في النمو نتيجة للارتجاع، ولا يخضعون لتحسن بعد تغيير النظام الغذائي له، لذا لا تُعطى الأدوية إلا تحت إشراف طبيب
.المصادر